درس کافی جلسه سوم
کافی 2 جلسه 3
6 3- 47- 1 بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ السِّنْدِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ مَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَوْ قَالَ مَا أَجْمَلَ عَبْدٌ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِلَّا زَهَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الدُّنْيَا وَ بَصَّرَهُ دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا فَأَثْبَتَ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ثُمَّ تَلَا- إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنٰالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ فَلَا تَرَى صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا ذَلِيلًا وَ مُفْتَرِياً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَى رَسُولِهِ ص وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ص إِلَّا ذَلِيلًا
قال مولی صالح :لعل الغرض من تلاوتها هو التنبيه على أن غير المخلص مندرج فيها و الوعيد متوجه اليه أيضا لانك قد عرفت أن قلبه ساقط لكونه ذا شرك أو شك و هما بدعة و افتراء على اللّه و رسوله. و الاية على تقدير نزولها فى قوم مخصوصين لا يقتضى تخصيص الوعيد و هو الغضب و الذلة بهم، لان الامر اذا جرى على قوم لصفة وجدت فى غيرهم هى أو نظيرها جرى ذلك الامر فى ذلك الغير أيضا، و من ثم قيل «خصوص السبب لا يوجب تخصيص الحكم» و على هذه فالاية بيان لفحوى الحديث و حجة لمفهومه، فهى و ان نزلت فى أصحاب السامرى لكن جرى حكمها فى أصحاب سامرى هذه الامة و يلحق الغضب و العقوبة و الذلة بهم آجلا و عاجلا لقتلهم و أسرهم عند ظهور الدولة القاهرة، و كذا جرى حكمها فى أصحاب الشرك و الشك و البدعة و الافتراء الى يوم القيامة، و اللّه أعلم. « شرح الكافي؛ ج8، ص: 52»
الكافي (ط – الإسلامية)، ج2، ص: 17
بَابُ الشَّرَائِعِ
1 3- 48- 1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَعْطَى مُحَمَّداً ص شَرَائِعَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى ع التَّوْحِيدَ وَ الْإِخْلَاصَ وَ خَلْعَ الْأَنْدَادِ وَ الْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ وَ لَا رَهْبَانِيَّةَ وَ لَا سِيَاحَةَ أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ وَ حَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ وَ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِ فِيهَا الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الصِّيَامَ وَ الْحَجَّ وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْمَوَارِيثَ وَ الْحُدُودَ وَ الْفَرَائِضَ وَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ زَادَهُ الْوُضُوءَ وَ فَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَ الْمُفَصَّلِ وَ أَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَ الْفَيْءَ وَ نَصَرَهُ بِالرُّعْبِ وَ جَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ مَسْجِداً وَ طَهُوراً وَ أَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَ أَسْرَ الْمُشْرِكِينَ وَ فِدَاهُمْ ثُمَّ كُلِّفَ مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ سَيْفٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي غَيْرِ غِمْدٍ وَ قِيلَ لَهُ- فَقٰاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ لٰا تُكَلَّفُ إِلّٰا نَفْسَكَ
قال مولی صالح :
قوله: (و الفطرة الحنيفية السمحة) :و المراد بها الملة المايلة من الباطل الى الحق أو من الكفر الى الاسلام التى ليس فيها ضيق و لا حرج.
قوله: (لا رهبانية و لا سياحة)
الرهبانية التزام رياضات شديدة و مشقات عظيمة كالاختصاء و اعتناق السلاسل و لبس المسوح و ترك اللحم و نحوها، و السياحة: مفارقة الاوطان و الامصار و الذهاب فى الارض و سكون الجبال و المغارات و البرارى و قد كانتا فى شريعة عيسى «ع» استحسانا.
يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلٰالَ الَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ» :الاصر الثقل الذى يأصر حامله أى يحبسه فى مكانه لفرط ثقله، و المراد الاثم و الوزر العظيم، و قال صاحب الكشاف هو مثل لثقل تكليفهم و صعوبته نحو اشتراط قتل الانفس فى صحة توبتهم، و كذلك الاغلال مثل لما كان فى شرايعهم من الاشياء الشاقة قوله:
قوله: (و فضله بفاتحة الكتاب الخ-)
لعل المراد بخواتيم سورة البقرة «آمَنَ الرَّسُولُ الى آخرها» و المفصل سورة محمد الى آخر القرآن و انما خص هذه الثلاثة بالذكر للاهتمام بها و زيادة شرفها بالنسبة الى غيرها و الا فقد فضله بهذا القرآن الذى لم يؤته أحدا من الانبياء.
قوله: (و نصره بالرعب)
مع قلة العدة و ضعف العدة و كثرة الاعداء و شدة بأسهم و الرعب الفزع و الخوف و كان اللّه تعالى قد اوقع بقدرته القاهرة فى قلوب أعدائه الفزع و الخوف منه حتى اذا كان بينه و بينهم مسيرة شهر هابوه و فزعوا منه قال اللّه تعالى «لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ- الاية».شرح الكافي؛ ج8، ص: 53